٢٠.١٠.١١

نظرًا لحجب الموقع في السعوديّة، إليكم المقال المذكور في تغريدتي

كم زوجة تزيّنت، وكم طفلة هيأت ضفائرها؟

سناء الخوري

حافظ عمر ــ فلسطين

صحيح أنّ أسماء الأسرى الفلسطينيين غُيّبت عن الشاشات، إلا أنّ الإعلام البديل استطاع قلب المعادلة. فقد التهبت مواقع التواصل الاجتماعي أمس بصور الأسرى، وأسمائهم، وقصصهم. الناشطون على تويتر، وفايسبوك، تحدوّا لعبة التجهيل، الذي بدا منظّماً، بردود فعل عفويّة. حتى وسائل الإعلام العريقة، وقعت في شرك الـ«نيوميديا». صحيفة «لو موند» الفرنسية مثلاً، نشرت صورة لبعض الأسرى المحررين على صفحة فايسبوك الخاصة بها، من دون ذكر أسمائهم. وإذا بأحد القراء الفرنسيين يعلّق: «أليس لهؤلاء أسماء؟ ما هذا السيرك؟ الرجل (شاليط) كان رجل حرب، لا بائع حلوى». تحوّل حائط فايسبوك أمس إلى منشور ثوري، يستعرض وجوه الأسرى، ويرحّب بهم: هذه الأسيرة ورد قاسم، الناشطة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتلك أحلام التميمي، التي ستزفّ إلى زوجها الأسير المحرر نزار، وهذه أم الأسير حسن سلمة، وذاك الأسير السوري المحرر وئام عماشة.

وعلى تويتر، انتشرت روابط لصورة الشهيد أشرف معشّر، منفذ عملية اختطاف جلعاد شاليط، كما نشر كثيرون رابطاً لفيديو يصوّر تفاصيل عملية الأسر.
أمّا جلعاد شاليط، الذي احتفت به الفضائيات، فتحوّل إلى محور للسخرية اللاذعة على تويتر. أحد الناشطين المصريين سأل: «ده ما شفش أهله من 5 سنين... بس نفسي أعرف اسم زيّ ده دلعه إيه؟»، كما وصفه أحدهم بـ «طفل صهيوني بلا فكر أو خبرة أو مضمون، أُسر فقط لأنّ القدر شاء ذلك»، فيما كلّ أسير من الأسرى العرب، هو «في الأسر بخياره وبفلسفته». أحد الناشطين على فايسبوك ابتكر زغرودة ساخرة لأم الجندي الإسرائيلي: «أويها وشلوطتي رجع لبيتو/ (...) أويها ولو رجع عالجيش لأخرب بيتو/ أويها وبالطيارة حنشرد والوطن لصحابو خليتو»، كما نشرت صفحة «حركة الشبيبة الطلابية ـــــ جامعة القدس المفتوحة»، صورةً ساخرة للسلام الحار بين نتنياهو والجندي الطليق. بعيداً عن الأخبار العاجلة، وعن صور جلعاد شاليط على الشاشة، كسبت الصفحات العربية على مواقع التواصل الاجتماعي معركة إعطاء الكلمة، للجماهير الصامتة. كان فايسبوك وتويتر أمس فضاءات ذاتية، تتفاعل مع الحدث السياسي من دون تنميطات تفرضها الميزانيات الضخمة. الشاعرة سوزان عليوان مثلاً كتبت على صفحتها: «كم أمّ طبخت للغائب اليوم؟/ كم زوجة تزيّنت؟/ كم طفلة هيّأت ضفائرها؟/ كم عتبة استعادت ابتسامتها؟/ هذا كلّ ما يعنيني».