

بنصفِ أزرارِهِ الذهبيَّةِ
مَعَ مياهِ النهرِ فوقَ رُكْبَتِي
بكُمَّيْنِ متآكليْنِ بالعَثِّ
بثلجِ النفتالين الذائبِ
في الطينِ تركتُها تلعبُ
القصرُ الشاهقُ بارتفاعِ كتفي
الشارعُ جِلْدُ ثعبانٍ
دمعتي أفقٌ
دُمْيَةٌ عندَ القدميْنِ تبكي
المدينةُ التي كانت في المرايا ضحكتَنا
طالتِ الشجرةُ
ليالي الشتاءِ الشاحبةُ
أيَّتُها الأرضُ البيضاءُ
طالَنا الزمنُ
قبلَ أن أبْلُغَ الضفَّةَ الأخرى بلحظاتٍ
اسْتَدَرْتُ بنصفِ ظلِّي نحوَهُمْ:
المدرسةُ البعيدةُ أعلى المدينة
شارعُها الطويلُ كيومٍ ماطرٍ
شجرةُ اللَّوْزِ، صديقتي ذات الضحكات المتلألئة في الضباب
غابةُ العصافير الممتدَّة من سُورِ السَّرْوِ إلى أقصى السماء
المقهى ذو الواجهةِ الشاحبة
غُرفتي المطلَّة على دمعةِ نهرٍ
معطفي
منفضتي
مفاتيحُ روحي.
كنتُ على يقينٍ بأنَّني أراها لآخرِ مرَّة
كما تدركُ الطيورُ
أنَّ لا سعادةَ على وجهِ الأرض.